ماذا اكتشفت عند ابتعادي عن الفيسبوك

قمت في الفترة الماضية بترك حسابي على الفيسبوك على فترات متقطعة كان بعضها طويلا والبعض الاخر كان قصيرا قمت خلالها باكتشاف بعض الاشياء جعلتني اتمنى لو تركته نهائيا، جمعتها لكم في هذه التدوينة  :

1 – اكتشفت أن العالم يحتوي ألوانا أكثر بكثير من الالوان التي تظهرها لنا اي شاشة مهما كانت جودتها ودقتها، كما أنه توجد رياح في الخارج ونسمات عليلة وأصوات جميلة في بعض الاوقات جعلتني ابتسم ابتسامة اعرض من تلك التي صاحبت اي رسالة او صورة.

2- اكتشفت أن أصوات أصدقائي في الخارج أجمل بكثير من صوت (ترنرنات) الفيسبوك التي تصاحب رسائلهم لي، واكتشفت أن الحديث معهم أروع من أن تحصره مساحة صغيرة في أسفل الشاشة، وجودهم بجانبي في الواقع جميل ومريح أكثر من رؤية النقطة الخضراء بجانب اسمهم.

3- اكتشفت أنه في أحيان كثيرة كانت حياتي رائعة وسعيدة وممتلئة أكثر من حياة كل أولئك الذين ملؤوا الفيسبوك بمنشورات حالاتهم وروعة حياتهم لكنها الارض الزرقاء الفاضلة النسخة المقلدة السيئة من مدينة أفلاطون الفاضلة لم تجمع الا الكذب،

4- اكتشفت أن المشاعر مثل: الضحك على شيء في الخارج أصعب من مجرد كتابة :D  أو اختيار الايموجي من القائمة في الفيسبوك، وكذلك الحزن.. لكنها رغم صعوبتها جميلة لانك تحس بها حقا بنفسك ولا تستطيع ان تكذب فيها ولا تكتفي بمجرد ارسالها لدعم صديقك في منشوره او للتفاعل مع احد اخر.

5- اكتشفت انني استفيد من عيش حياتي والاستمتاع بلحظاتها اكثر من الكتابة عنها والحديث عنها للاخرين اثناء حدوثها.

6- اكتشفت أن ال 24 ساعة أطول مما تبدوا عند قضائها في الفيسبوك، كنت أظن الدقيقة قصيرة جدا فجربت تمرين Plank فرايتها طويلة جدا، كنت أظن الساعة تمر برمشة فجربت قراءة كتاب في الخارج فوجدتها يومين بتوقيتي القديم.

7- اكتشفت تقصيري في حق أمي وعائلتي وعرفت أن الدقائق المعدودة التي كنت أجلس فيها معها لم تكن كافية أبدا لسرد كل الحكايات وقول كل شيء، وهذا من الطامات التي تمنيت أنني لم أعرفها وجعلتني أفكر جديا في ترك حسابي للأبددددد ...

وهذه سبعة كاملة ليست مكتملة على ما أظن، فهناك الكثير من الذي لم نكتشفه بعد فهذا السم الازرق اعمى عيوننا عن الكثير من الاشياء وجعل الكثير من الامور عادية رغم انها ليست كذلك اطلاااااقا ولن تكون، وطوبى لمن اكتشفها ...