الثلاثاء، 31 ديسمبر 2019

علمتني سنة 2019


علمتني،سنة،2019

أظن أن سنة 2019 كانت بطريقة ما من أجمل السنوات التي مرت بحياتي رغم كل الألم الذي صاحبها برحيل جدي ووالدي رحمهما الله عنا دون أي مقدمات ودون أي وداع، اكتشفت فيها الكثير وزالت الضبابية عن كثير من المفاهيم التي التبست علي لمدة طويلة فكانت سنة روحية وفلسفية بامتياز، وهنا بعض ما علمتني إياه هذه الأيام ال 365 الماضية أو زادته لي وضوحا:


-لا تؤجل فرحا بسبب واجب أبدا، فكل شيء يحتمل التأجيل الا السعادة مشغولة جدا لتعود لك في وقت فراغك.


-تقبل الناس على عيوبها فأنت أيضا مليء بالعيوب ولكنك تنظر دائما بعينيك ولم تنظر يوما الى مرآتك، ستساعدك هاته النصيحة على تخطي الكثير من الألم الناجم عن أفعال الناس.


-يجب عليك في مراحل معينة في حياتك أن تتعلم كيف تكون ذئبا وحيدا متعطشا للقمة وأن لا تنتظر الرفقة في الطريق الذي اخترته لأن معظم الناس لا تمتلك نفس روحك الشغوفة وسينتهي انتظارك ببقاءك في القاع فقط. السير وحيدا متعب دائما ولكنه سيزيد تعطشك للقمة أكثر وأكثر وستكون المكافأة أكبر.


-عليك أن تتخلص من تفكير التطرف في أي تغيير مهما كان جيدا، واستبدلها ب ' حسب ابن ادم لقيمات يقمن صلبه ' شيئا فشيئا.


-قليل من الرياضة قليل من الفن كثير من الحب كثير من المعرفة معادلة الحياة الأسمى.


-(العزة بعد الوالدين حرام) قالتها لي احدى العجائز وصدقت، عش عزتك بين والديك وتمتع بحبهم واغمرهم بحبك أيضا.


-لا يعتزل الناس الا من يحبهم كثيرا أو يكرهم كثيرا، الأول نبيل والثاني أناني.


-لا تهتم كثيرا برأي الناس فمشكلتهم الفراغ ولو كان عندهم شيء أفضل من مراقبتك لفعلوه.


-معرفتك بغيرة من اعتبرته صديقا لك منك مؤلمة لكنها بداية نهاية كثير من الأشياء السيئة الأخرى التي لم تكن تعلم بوجودها.


-اكتب يومياتك لتعرف اليوم من كنت بالأمس وتعرف ما تود أن تكونه غدا، لا تضيع فرصة الوعي المطلق هذه منك بعد معرفتك بها.


-لا تحزن على تزوير التاريخ وانت لم تكتب للغد تاريخ اليوم لابنك.


-مرة أخرى لا تؤجل قول أحبك لمن تحبهم.


-لا تتغير لتصبح انسانا اخر بل اطمح للتغيير لأن تكون 'أنت' النسخة الأفضل ولتجعل ذاتك هي البوصلة الوحيدة والا فقدت نفسك بين الجموع.


-سامح دائما ولكن لا تنس أبدا، المسامحة لتستطيع اكمال طريقك وعدم النسيان كي تمنع تكرار ما حصل لك.


-الكتب ليست المعرفة الوحيدة في العالم توجد أشخاص هي مكتبات عظمى في تجاربها تغنيك عن مشقة الف كتاب.


-لا تحكم أبدا على أي شخص، هو وحده الأدرى بالمعركة التي يواجهها.


-اجعل غايتك أن تكون " كالغيث أينما وقع نفع " وفقط.


-من يجعل الله غايته لا يخيب أبدا، جعلت هذا معيار الخير في حياتي، أي خير أفعله وأحزن لنكرانه، أتوب بعده منه لانه لم يكن لوجه الله وحده.


-أنت هو مجتمعك المصغر الذي تحيط به نفسك، لا تخرج أبدا عن عقليته.


-اذا أردت أن تخرج من دائرة التفكير العدمي في رأسك حول الحياة فعليك أن تخرج من قوقعة ذاتك وال" الأنا " خاصتك فكل شخص يظن أن ألمه هو أكبر ألم في الحياة وكل شخص يظن أن العالم يدور حوله، وهو ما لا تفعله الطبيعة لا بقوانين العلم المجرد أو علم النفس، أنت وفقط أنت هو المشكلة في نظرتك وتوجهك الذهني وبنفس الطريقة أنت وفقط أنت هو الحل لكل مشاكلك.


وتلك عشرون كاملة لمن أراد الاعتبار...

السبت، 28 ديسمبر 2019

ليلة امتحان مبكرة


.لا أدري لماذا في ليلة أي امتحان الجميع يحرقه قلبه جراء تقصيره الا أنا تحترق معدتي دون أي سبب واضح بتوتر ودونه 

الأحد، 15 ديسمبر 2019

صرخة




- بداخل كل منا صرخة يحاول اخفائها لا أعرف ماذا نود أن نقول بها لكنها موجودة وانا متأكد أنها تحاول وصف مقدار تعبنا من هذه الحياة مقدار ارهاقنا من هذا العبث الذي يحدث حولنا، لا نعرف شيئا عن هذا البعبع المدعو المستقبل لكننا نستمر بالمشي على اية حال تجاهه، نعد العدة ولكننا نعلم في داخلنا أن هذا غير كاف، نتمنى فقط لو نستطيع القاء نظرة خفيفة عليه تساعدنا لكن هيهات أن يتحقق تمنينا،
- ننظر في الوجوه فلا نستطيع إيجاد وجه يواسينا، نستمع لهموم بعضنا ونواسي بعضنا لكننا نتسائل دائما عن مدى صحة ما نقوله مقارنة بجمال كلماته، فنقنع الغير وتزداد أسئلتنا تجاه نفسنا، نستمر بالتحرك والعمل لكن كل ذلك يبدو دائما غير كاف في النهاية وبلا معنى ويتحول تدريجيا الى عبث أكبر وأكبر فنحن سنفنى ولا شيء من هذا باق.

- أظنها صيحة ندم على حمل الأمانة في اليوم الأول هذه الأمانة التي رفضتها الجبال بقسوتها والأنهار بمرونتها لكن نحن ! نحن الأشداء نحن الذين لا ننحي نحن الذين لا نستقوي الا على بعضنا لنكذب على أنفسنا التي تعرف حقيقتنا وكلنا نعرف الحقيقة لكننا نستمر بالهرب بايذاء بعضنا، نغطي الشمس الظاهرة بصخرة ضخمة حتى يغمرنا الظل لكن من ذا يصدق أن نور الشمس قد اختفى، لا نرغب بمعرفة الحقيقة لأنها ما هربنا منها في المرة الأولى فنشغل انفسنا بقوة وعلم الشخص الذي حمل الصخرة،

- يصبح الظل ظلاما لكن الشمس لا تغرب انها موجودة هناك دائما لمن يتحلى بالجرأة للبحث عنها، هكذا يخبرني البعض، أصدقهم أحيانا ويخيفني حالهم أحيانا، يقولون نحن في جنة لو علمتها الملوك لجالدتنا عليها بالسيوف، أتمنى أن أكون معهم أحيانا وتخيفني الشمس أحيانا أخرى أخبروني كثيرا أنها تحرق كل من يذهب تحتها فأشكرهم على خوفهم علي وأسبح بحمد وشكر من وضع الصخرة ليحمينا،

- لكن هؤلاء يقولون أنهم كانوا هناك، يحدثونني عن دفئها عن النور الموجود هناك عن الألوان الكثيرة التي رأوها عن الممالك التي عرفوها، عن مزارع السكر عن عباد الشمس، يخبرونني أن من يكون هناك يتصرف بشكل مختلف تماما عن أي طبيعة موجودة هنا يشبهون الأمر بزهرات تنمو على قلبك، لا أستطيع تخيلها فأنا لا أعرف الا هذا الظلام الآمن، كل الأشياء تتشابه فيه وكلها بلون واحد باعثة على الأمان، أحاول أحيانا الذهاب الى تلك الشمس لكن صيحات من يخافون علينا توقفني، لم أتجرأ يوما أن أخطو خطوة خارج هذه الصخرة لكنني استشعر الدفئ كلما اقتربت هناك، جعلني أؤمن بما قاله أولئك الزنادقة كما كنت اراهم سابقا عنها،

- أجلس معهم وأحكي لهم عن مخاوفي، كيف لي أنا الذي لم أعرف الا الظلام في حياتي أن أعرف طريقي خارجا، يحدثونني عن شيء اسمه نور موجود هناك سيريني وحده الطريق لكن هذه المسألة خاصة جدا ولا يمكن لاي احد ان يشرحها ويفسرها لك كل ما بيدك ان تفعله هو قفزة ايمان على مخاوفك وسترى!مازال الخوف يغمرني والوحدة في هذا التفكير تمنعني من استجماع أي شجاعة أسألهم دائما ودائما يجيبونني لكنني أخاف أن يأتي اليوم الذي يقتنعون فيه بأنه لا جدوى مني ومن اجابتي، أخاف أن يتركوني، ومخاوفي ليست مثل الجميع فأنا ممن عرف دفئ هاته الشمس لكنني لم أختبر يوما هذا النور الذي يتحدثون عنه، 

كرهت الظلام ولم أعرف عكسه لكن بدا جميلا، كل ما تطلبه الأمر تجربة لكنه الهرب يلهي والأسطورة تشرق دائما أسطع من الحقيقة.

 وييبقى حق الحقيقة علينا دائما ونحن نعرفها، أن نقولها وبصوت عال حتى وان أدى ذلك لاحتراقنا والا فانها لن تتركنا حتى تحرقنا هي بنفسها، هي رحيمة وجميلة دائما مهما بدت بشاعتها وقسوتها، فقط علينا أن لا ننكرها حتى وان لم تتقبلها لأن خنق نفسها ومحاولة قتلها، سيستغرق حياتك وحياتنا كلنا، 

نستمر بكبت الصرخة وتستمر معاناتنا مع العبث حتى نصبح نحن هم العبث بذاته، لكننا هكذا وهكذا كنا منذ البداية، الا من أبى '' ظلوما جهولا ''.