لأن رثاء الأب دين
وأي دين.
لماذا كان عليك أن
ترحل في موسم تفتح الأزهار وتكاثر العصافير..
كان الأجدر أن
ترحل في موسم تساقط الياسمين أو موسم هجرة العصافير عندما تضع آخر نملة آخرحبة قمح
استعدادا لشتاء أسود طويل.
أنت أيها المحب
للحياة الضاحك بشدة عليها رغم كل مآسيها،
حزين لأنك رحلت
مبكرا، لكن من يختار حياة صخرة خالدة في الصحراء على ربيع قصير لوردة عطرة.
لا أريد أن أحزن
بشدة لرحيلك رغم ان القلب يعتصربه، لأنني أظن هكذا أنني أبرك أنت يا من كنت تكره
الحزن بشدة وتكره أن يحل بأرضك وكنت تقاومه بكل ما اعطيت من قوة.
أخبرتني في وقت
قريب أنك اشتقت لأمك، لم أعلم ألمك الا وانا اعيشه واخبر أخي انني اشتاق اليك
ايضا، شوق ليس كما اعتدته شوق ليس له وصال.
لازلت أخطئ في
دعائي في صلاتي وأقول اللهم اشف أبي لازلت لم أصدق رحيلك وانت لم تترك لنا فرصة
لتوديعك، خفيفا في حياتك مرحا، خفيفا في رحيلك وبعض الرحيل ثقيل وثقيل جدا.
تذكرت يوم رحيلك
كيف بكتك العجائز والكبار غير مصدقين الخبر يبكون ويخبرونني انك رحلت عنهم جميعا
وليس عنا فقط،
أتذكر تلك الليالي
الباردة عندما يتصل بك أي مريض، كيف كنت تترك دفئ المنزل وتلبي النداء دون تردد،
ولمن يترك دفئ الدنيا وراحتها فله دفئ الآخرة ورحمتها.
كما يقال أن الجسد
مقبرة الروح أراك في منامي حيا هادئا بضحكتك المعتادة مطمئنا، أشكر الله أنك تحررت
أخيرا من لعنة هذا الجسد ووجدت روحك خلاصها أخيرا بعيدا عن هم هذه الدنيا وبقرب
الرحمن الرحيم فأسأل الله أن يجمعنا بقربك مع نبيه صلى الله عليه وسلم.
أديت واجبك، ألقيت
السلام وكنت سلاما، صليت صلاتك، وصلت المريض، سرت في جنازة الفقيد، عزيت المفقود
أعنت المحتاج، كنت رجلا وكنت للناس ولا لنفسك فرحمة الله عليك.
لا خوف عليك وأنت
فرح بما آتاك الله باذن الله مادامت العجوز والمريض والمعاق والمحتاج يدعو لك.
نم في سلام يا
حبيبي يا أبي.
رحمه الله و جعل لقياكما الجنة يا رب
ردحذف