الأربعاء، 6 سبتمبر 2017

ذكريات أول يوم لي في المدرسة


لا ادري هل نمت ليلتها ام لا، لكنني احس انني لم افعل خاصة انني ارى حالتي الان قبل اي حدث مهم! لا ادري هل كان هذا الارق من القلق او من التشوق للعلم الذي كنت احسبه يوجد هناك، تشوق لتعلم الحروف وقراءة الجريدة مثل أي كبير مع وضع رجل على رجل أو لقراءة اللافتات التي تظهر في اي كرتون كان يعرض في ذلك الوقت أو لتعلم قراءة الساعة بشكل صحيح بدلا من قول ان العقرب الكبير في السادسة والصغير في الثامنة، والأهم من هذا تعلم الأرقام حتى لا أخدع مرة أخرى بكذبة أن ال 5 دنانير أكثر قيمة من ال 20 دينار فقط لأنها أكبر!


لازلت أتذكر خوفي عندما أخبرني والدي أنه قام بتسجيلي في المدرسة رغم تشوقي لهذا اليوم خاصة انني عندما كنت اذهب لبيت جدي كنت ارى التلاميذ يخرجون بمآزرهم البيضاء والوردية من المدرسة يضحكون، قلت له وقتها أنني لن أذهب لأنني لا أعلم أي شيء ولا أعرف كيف أقرأ والاستاذة ستضربني، حينها تعلمت أول حكمة في هذه الدنيا عندما أجابني أبي أن لا أحد خلق يعلم وأننا جميعا نتعلم في هذه الدنيا وأنك لهذا السبب ستدخل المدرسة، ههه حكمة أراحتني لما كنت صغيرا لكنني اكتشفت بعد ذلك في المشوار الدراسي أن الكثير من الأساتذة لا يعرف هذا الشيء ويستشيط بك غضبا لمجرد أنك لا تعلم، أساتذة بمنطقهم هذا كان لزاما عليهم أن يغضبوا من الذين 'يعلمون' لأنهم قاموا بالشيء غير الطبيعي لا العكس...

كان يوما مشرقا على غير العادة، كنت أمسك أبي من يده ونحن نمشي سويا باتجاه المدرسة لا أتذكر عن ماذا كنا نتحدث لكنني أعلم أنني لم أردها أن تنتهي ولم أرد أن نصل يوما للمدرسة لكننا وصلنا، وكانت ثواني المرور عبر الباب ثقيلة جدا، تكلم أبي مع المدير يسأله عن صفي ثم مباشرة أخذني له، بدأت أرتعب ولاحظ ذلك علي فطمأنني بكلمات أن الأمر عادي وان لا اخاف وانني ساعتاد الامر، أومأت له بانني لن اخاف فودعني وذهب، تاركا اياي في أول مواجهة لي مع العالم، وهذه سنة الحياة أن لا تأتي لك الصعوبات كبيرة مرة واحدة بل تمرنك شيئا فشيئا الصغائر لتحمل امور اكبر مستقبلا، وقد يحدث لك أحيانا أن تغمرك موجة كبيرة لكنها ستزول ويأتي بعدها انحسار كبير للماء لكن هذا ' أحيانا ' فلا تظن مثل كل فاشل ان صعوبات حياتك أكبر منك! أنت أتيت لهذه الدنيا لتتعلم أن تسبح لا لتغرق...

نظرت حولي في الصف أبحث عن أي من معارفي لأتكلم معهم، لا أعلم مع من تكلمت في تلك اللحظات لكنني شاكر له الان، بدأنا نرى الاساتذة يأتون وبدأت الاشاعات حولهم تمشي أن ذلك الاستاذ ضرب تلميذة فاصابها شلل، أو عن تلك ' الاستاذة ' التي لها ' كف ' يصعق أيا كان، ههه عاد الخوف وبدأت التخيل عن أي قوة خارقة سيملكها أستاذي ليعذبنا بها، لكن جاءت أستاذتي ' بريزة ' كملاك ضاحك ماحية كل خوف كان في قلوبنا أظنها حيتنا ثم أخبرتنا أن نتبعها في صف واحد نحو قسمنا، لا أتذكر أيضا عن ماذا حدثتنا في هذا اليوم لكن يبدوا انها اخبرتنا عن اهمية الدراسة واهمية الاجتهاد وسالتنا عن احلامنا التي لا اتذكر انه كان من بينها أن نصبح "شجرة" في المستقبل ولا أظن من مظهرها ذلك اليوم أنها مثل بعض الاساتذة اليوم كانت ستقوم بتصوير من سيقول ذلك والضحك عليه، بدلا من ذلك كانت ستصحح المعلومة له واخباره ان مهمتنا في الحياة اسمى واكبر واعمق من ان نكون مجرد اشجار، لهذا هم كانوا يخرجون الانسان ونحن اصبحنا نخرج الاشجار...


لا أتذكر تماما شعوري عند دخولي المدرسة ولكنني أذكر انني كنت سعيدا جدا عند خروجي من الباب بعد انتهاء الدوام، اجري واقفز حاملا ورقة الادوات المدرسية اخبر الجميع عن يومي الاول في المدرسة وروعتها.

هناك 7 تعليقات:

  1. والله رواية روعة دغدغت مشاعري وذكرتني باول يوم لي في الدراسة حقا هي ايام وذكرايات رائعة

    ردحذف
  2. جميل جدا أرجعتنا الماضي

    ردحذف
  3. رائعة روعة اعادتني الى ايام زمان

    ردحذف

اجعل تعليقك بنَّاءًا :)